تشيخوف علامة بارزة في المسرح الحديث
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تشيخوف علامة بارزة في المسرح الحديث
تشيخوف علامة بارزة في المسرح الحديث
لا يمكن ان يختلف اثنان على ان ما تركه لنا انطوان تشيخوف هو هذه الثروة المسرحية المتميزة التي تفوق مقاييس الزمان والمكان اللذين كتب فيهما المؤلف المسرحي والقصصي الشهير أهم اعماله على الاطلاق وهو ما تشير اليه على نحو واضح ترجمات العديد من هذه الاعمال وفي مقدمتها انجازاته المسرحية ونأتي هنا على ذكر ترجمة المسرحي الامريكي المتخصص في تدريس اللغة الروسية بول شميدت لمجموعة من هذه الاعمال في كتابه (مسرحيات انطوان تشيخوف) الصادر في 1998
نعكس تأثير تشيخوف الشديد بالحركة الأدبية الرمزية على تجربته الكتابية في التأليف المسرحي وكتابة القصة القصيرة الأمور التي تنطلق الى حد بعيد من تجربته الشخصية التي تؤرخ لواقع حياة ابناء الطبقة الارستقراطية الاقطاعية الروسية.
أما السنوات ما بين 1996 و2004 فقد خصصها النقد المسرحي الحديث للاحتفال بالذكرى المئوية لأفضل اعماله المسرحية أو ما يمكن الانطلاق منه نحو اعادة تجديد واحياء هذا الموروث الابداعي الضخم بما يتناسب ومكانته على خارطة الادب المسرحي الحديث
حيث يعتقد العديد من النقاد ان ترجمة اعمال منها (الاخوات الثلاث) و(النورس) وبستان الكرز) و(عرض زواج) سواء على يد شميدت أو غيره قد نجحت في ابراز الاخلاص المتناهي لهذه الاعمال لأمرين في غاية الاهمية أولهما الامانة الشديدة في نقل صورة واقعية حقيقية لعصرها وتقديمها في الوقت ذاته لكل ما هو حي ومفعم بالحياة والسلاسة للمسرح الحديث, كما نجحت في اعادة رسم صورة حقيقية تذكر بحياة تشيخوف ونشاطه وروحه المرحة التي كانت تسيطر عليها روح الدعابة والفكاهة الى حد ملحوظ ويشار الى هذا في ترجمة شميدت الى العامية الامريكية وقدرتها على تجسيد ما كان يجذب رواد مسرح تشيخوف من عبارات سوقية يفترض انها كانت تشير الى تبنيه فكرة المسرح الكوميدي في ذلك الوقت
والحقيقة ان اهم ما قام به شميدت هو انه تمكن ودون مساومة لإسقاط عناصر مهمة منها الكوميديا والاطار التاريخي والاجتماعي من نقل خلاصة التجربة المسرحية الكاملة لتشيخوف بينما لم يتمكن آخرون من التواصل مع الكاتب الروسي الكبير بهذا القدر من الذكاء الذي ضمن له عدم الخروج على جوهر هذه الاعمال الاستثنائية
في مساء 17 اكتوبر 1896 عرضت على مسرح (الكساندرنسكي) في سانت بطرس بيرج مسرحية جديدة بعنوان (النورس) بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لولادة الممثلة الروسية الشهيرة في ذلك الوقت (الزافيتا ليفيكا) وكانت ليلة رهيبة بالنسبة لمؤلفها الكسندر تشيخوف الذي واجه فشلا ذريعا بتقديمه عملا مختلفا بكل المقاييس لم يتذوقه الجمهور الذي سرعان ما بدا متململا من تلك المعاناة الصامتة التي امتلأت بها المسرحية دون مراعاة للتقاليد المسرحية العريقة التي تعوّد عليها في السابق والتي تقوم في الأساس على ما يعرف بالحركة الدرامية. أما تشيخوف فقد تسلل هاربا الى الخارج كما لو انه كان لصاً
من هو تشيخوف؟
ولد انطوان بافلوفيتش تشيخوف في سنة 1860 في بلدة تاجانروج الفقيرة الواقعة على بعد 600 ميل جنوب العاصمة الروسية موسكو لأسرة يعمل افرادها في خدمة الطبقة الاقطاعية (الجد) وعلى الرغم من ان جده كان قد نجح في تحرير باقي افراد اسرته من القنانة الشيء الذي جعل والده يمتهن البقالة فيما بعد الا ان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي عاشها في طفولته كانت قد ولّدت لدى تشيخوف نوعا من التحدي قاده اخيرا الى النجاح بالاستعانة بما كان يسميه العمل, العمل, العمل طالما ان احدا لن يمد لك يد العون والمساعدة. ومن اشهر ما قاله انه كان قد اكتسب موهبته في الكتابة من امه. فرغم ان (ايفجينيا تشيخوف) كانت امرأة من بين الكثيرات من نساء بلدة تاجانروج اللاتي لم يحصلن على قدر كاف من التعليم الا انها كانت تميل الى رواية القصة كما يقول تشيخوف
وكما يؤكد النقاد انه كان قد استوحى قصة (السهب) من ذاكرة امه, والمعروف انه كان قد نشأ نشأة دينية متميزة في صغره ودرس في المدرسة الاغريقية ومدرسة النحو في بلدته وفي سن السادسة عشرة كان تشيخوف قد اصبح العائل الاساسي لأسرته التي اخذت تعاني من ظروف مالية قاسية بسبب افلاس والده واضطرار الاسرة الى الهجرة الى موسكو ومع هذه المعاناة كانت ذكريات مثل تعرضه للاضهاد على يد مستخدميه وتعرض والدته للاهانة والضرب على يد والده قد وجدت صداها القوي في نفسه وهو ما تجسده على نحو واضح مقولته الشهيرة (لا شيء يمر بسهولة, ان الخطوة الصغيرة التي نتخذها في حياتنا تؤثر بقوة على مصيرنا في الحاضر والمستقبل). أما ذلك الاضطهاد الذي عانى منه جده حتى اضطر الى شراء حريته فهو ما يعبر عنه بقوله (أي اعصاب نملك وأي دم هذا الذي ورثناه؟)
وكانت اعراض مرض السل قد ظهرت عليه وهو في سن الرابعة والعشرين. في سنة 1879 التحق تشيخوف بكلية الطب التابعة لجامعة موسكو وخلال تلك المرحلة بدأ بنشر عدد من القصص القصيرة في صحيفة (سانت بطرس بيرج) ليذيع صيته ككاتب معروف في سنة 1886. وبعد تخرجه عمل في مهنة الطب حتى سنة 1892
في سنة 1890 سافر تشيخوف الى جزيرة سخالين وأتاحت له تلك الرحلة فرصة كبيرة للوقوف على معاناة اهالي الجزيرة التي تمكن من نقلها بتفاصيلها المحسوسة الى العالم الخارجي الى ابعد الحدود (الجزيرة: رحلة الى سخالين) وكان قد عاد من رحلته عبر سنغافورة والهند وسيلان وقناة السويس. ولم يتحول الى كاتب متفرغ الا في سنة 1886 ليحصل بعدها بسنتين على جائزة بوشكين في الأدب
على الرغم من ارتباط اسم تشيخوف بالقصة القصيرة الا ان شهرته الحالية تقوم الآن على ما قدمته في مجال الكتابة المسرحية, فبعد مراجعة ستانسلافسكي لمسرحية (النورس) في سنة 1898 لقيت اعماله الاخرى ترحيبا حارا من قبل جماهير النقاد والمتفرجين
وتأتي مسرحيات (العم فانيا) 1900 التي تعبر عن مأساة سونيا والعم فاينا الذين تذهب احلامهما وهما يعملان للآخرين في مقدمة هذه الأعمال المهمة بالاضافة الى الاخوات الثلاث التي تجسد مأساة الاخوات اللاتي يكتشفن تفاهة الحياة التي يعشنها فيعمدن الى مواساة بعضهن (يمكن مقارنة هذه القصة بقصة الاخوات برونتي) وفي هذه الاعمال المسرحية ينجح تشيخوف في المزج بين السخرية والفكاهة والتراجيديا تاركا مساحة كبيرة للخيال وللحركة الدرامية لكي تقهر بما يرمز اليه بقوة الاحتمال لدى شخصياته
لا يمكن ان يختلف اثنان على ان ما تركه لنا انطوان تشيخوف هو هذه الثروة المسرحية المتميزة التي تفوق مقاييس الزمان والمكان اللذين كتب فيهما المؤلف المسرحي والقصصي الشهير أهم اعماله على الاطلاق وهو ما تشير اليه على نحو واضح ترجمات العديد من هذه الاعمال وفي مقدمتها انجازاته المسرحية ونأتي هنا على ذكر ترجمة المسرحي الامريكي المتخصص في تدريس اللغة الروسية بول شميدت لمجموعة من هذه الاعمال في كتابه (مسرحيات انطوان تشيخوف) الصادر في 1998
نعكس تأثير تشيخوف الشديد بالحركة الأدبية الرمزية على تجربته الكتابية في التأليف المسرحي وكتابة القصة القصيرة الأمور التي تنطلق الى حد بعيد من تجربته الشخصية التي تؤرخ لواقع حياة ابناء الطبقة الارستقراطية الاقطاعية الروسية.
أما السنوات ما بين 1996 و2004 فقد خصصها النقد المسرحي الحديث للاحتفال بالذكرى المئوية لأفضل اعماله المسرحية أو ما يمكن الانطلاق منه نحو اعادة تجديد واحياء هذا الموروث الابداعي الضخم بما يتناسب ومكانته على خارطة الادب المسرحي الحديث
حيث يعتقد العديد من النقاد ان ترجمة اعمال منها (الاخوات الثلاث) و(النورس) وبستان الكرز) و(عرض زواج) سواء على يد شميدت أو غيره قد نجحت في ابراز الاخلاص المتناهي لهذه الاعمال لأمرين في غاية الاهمية أولهما الامانة الشديدة في نقل صورة واقعية حقيقية لعصرها وتقديمها في الوقت ذاته لكل ما هو حي ومفعم بالحياة والسلاسة للمسرح الحديث, كما نجحت في اعادة رسم صورة حقيقية تذكر بحياة تشيخوف ونشاطه وروحه المرحة التي كانت تسيطر عليها روح الدعابة والفكاهة الى حد ملحوظ ويشار الى هذا في ترجمة شميدت الى العامية الامريكية وقدرتها على تجسيد ما كان يجذب رواد مسرح تشيخوف من عبارات سوقية يفترض انها كانت تشير الى تبنيه فكرة المسرح الكوميدي في ذلك الوقت
والحقيقة ان اهم ما قام به شميدت هو انه تمكن ودون مساومة لإسقاط عناصر مهمة منها الكوميديا والاطار التاريخي والاجتماعي من نقل خلاصة التجربة المسرحية الكاملة لتشيخوف بينما لم يتمكن آخرون من التواصل مع الكاتب الروسي الكبير بهذا القدر من الذكاء الذي ضمن له عدم الخروج على جوهر هذه الاعمال الاستثنائية
في مساء 17 اكتوبر 1896 عرضت على مسرح (الكساندرنسكي) في سانت بطرس بيرج مسرحية جديدة بعنوان (النورس) بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لولادة الممثلة الروسية الشهيرة في ذلك الوقت (الزافيتا ليفيكا) وكانت ليلة رهيبة بالنسبة لمؤلفها الكسندر تشيخوف الذي واجه فشلا ذريعا بتقديمه عملا مختلفا بكل المقاييس لم يتذوقه الجمهور الذي سرعان ما بدا متململا من تلك المعاناة الصامتة التي امتلأت بها المسرحية دون مراعاة للتقاليد المسرحية العريقة التي تعوّد عليها في السابق والتي تقوم في الأساس على ما يعرف بالحركة الدرامية. أما تشيخوف فقد تسلل هاربا الى الخارج كما لو انه كان لصاً
من هو تشيخوف؟
ولد انطوان بافلوفيتش تشيخوف في سنة 1860 في بلدة تاجانروج الفقيرة الواقعة على بعد 600 ميل جنوب العاصمة الروسية موسكو لأسرة يعمل افرادها في خدمة الطبقة الاقطاعية (الجد) وعلى الرغم من ان جده كان قد نجح في تحرير باقي افراد اسرته من القنانة الشيء الذي جعل والده يمتهن البقالة فيما بعد الا ان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي عاشها في طفولته كانت قد ولّدت لدى تشيخوف نوعا من التحدي قاده اخيرا الى النجاح بالاستعانة بما كان يسميه العمل, العمل, العمل طالما ان احدا لن يمد لك يد العون والمساعدة. ومن اشهر ما قاله انه كان قد اكتسب موهبته في الكتابة من امه. فرغم ان (ايفجينيا تشيخوف) كانت امرأة من بين الكثيرات من نساء بلدة تاجانروج اللاتي لم يحصلن على قدر كاف من التعليم الا انها كانت تميل الى رواية القصة كما يقول تشيخوف
وكما يؤكد النقاد انه كان قد استوحى قصة (السهب) من ذاكرة امه, والمعروف انه كان قد نشأ نشأة دينية متميزة في صغره ودرس في المدرسة الاغريقية ومدرسة النحو في بلدته وفي سن السادسة عشرة كان تشيخوف قد اصبح العائل الاساسي لأسرته التي اخذت تعاني من ظروف مالية قاسية بسبب افلاس والده واضطرار الاسرة الى الهجرة الى موسكو ومع هذه المعاناة كانت ذكريات مثل تعرضه للاضهاد على يد مستخدميه وتعرض والدته للاهانة والضرب على يد والده قد وجدت صداها القوي في نفسه وهو ما تجسده على نحو واضح مقولته الشهيرة (لا شيء يمر بسهولة, ان الخطوة الصغيرة التي نتخذها في حياتنا تؤثر بقوة على مصيرنا في الحاضر والمستقبل). أما ذلك الاضطهاد الذي عانى منه جده حتى اضطر الى شراء حريته فهو ما يعبر عنه بقوله (أي اعصاب نملك وأي دم هذا الذي ورثناه؟)
وكانت اعراض مرض السل قد ظهرت عليه وهو في سن الرابعة والعشرين. في سنة 1879 التحق تشيخوف بكلية الطب التابعة لجامعة موسكو وخلال تلك المرحلة بدأ بنشر عدد من القصص القصيرة في صحيفة (سانت بطرس بيرج) ليذيع صيته ككاتب معروف في سنة 1886. وبعد تخرجه عمل في مهنة الطب حتى سنة 1892
في سنة 1890 سافر تشيخوف الى جزيرة سخالين وأتاحت له تلك الرحلة فرصة كبيرة للوقوف على معاناة اهالي الجزيرة التي تمكن من نقلها بتفاصيلها المحسوسة الى العالم الخارجي الى ابعد الحدود (الجزيرة: رحلة الى سخالين) وكان قد عاد من رحلته عبر سنغافورة والهند وسيلان وقناة السويس. ولم يتحول الى كاتب متفرغ الا في سنة 1886 ليحصل بعدها بسنتين على جائزة بوشكين في الأدب
على الرغم من ارتباط اسم تشيخوف بالقصة القصيرة الا ان شهرته الحالية تقوم الآن على ما قدمته في مجال الكتابة المسرحية, فبعد مراجعة ستانسلافسكي لمسرحية (النورس) في سنة 1898 لقيت اعماله الاخرى ترحيبا حارا من قبل جماهير النقاد والمتفرجين
وتأتي مسرحيات (العم فانيا) 1900 التي تعبر عن مأساة سونيا والعم فاينا الذين تذهب احلامهما وهما يعملان للآخرين في مقدمة هذه الأعمال المهمة بالاضافة الى الاخوات الثلاث التي تجسد مأساة الاخوات اللاتي يكتشفن تفاهة الحياة التي يعشنها فيعمدن الى مواساة بعضهن (يمكن مقارنة هذه القصة بقصة الاخوات برونتي) وفي هذه الاعمال المسرحية ينجح تشيخوف في المزج بين السخرية والفكاهة والتراجيديا تاركا مساحة كبيرة للخيال وللحركة الدرامية لكي تقهر بما يرمز اليه بقوة الاحتمال لدى شخصياته
هبة اللة علي- عضو منيح
- المساهمات : 58
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
العمر : 35
سووووووووووول
يا ما شاء الله خلدون وهبة اعطونا شيئ لا يقدر بثمن عن انطوان تشيخوف
شكرا هبة
شكرا هبة
soul- Admin
- المساهمات : 267
تاريخ التسجيل : 12/08/2008
العمر : 39
يستاهل
صحيح يا سلوووم بس كمان متل ما كتبت هبة بالعنوان احد اهم علامات الاتحاد السوفياتي واوروبا الشرقية ادبيا
hayyan- Admin
- المساهمات : 132
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
العمر : 40
رد: تشيخوف علامة بارزة في المسرح الحديث
شكرا كتير احلى هبوش
موضوع كتير كتير قيم
ما بتتصوري أنا قديش بكون مبسوطة وانا عم اقرا بهيك مواضيع
انطوان تشيخوف فعلا احد اهم الاعلام
مشكورة صديقتي وبتمنى تتقبلي مروري
تحياتي
موضوع كتير كتير قيم
ما بتتصوري أنا قديش بكون مبسوطة وانا عم اقرا بهيك مواضيع
انطوان تشيخوف فعلا احد اهم الاعلام
مشكورة صديقتي وبتمنى تتقبلي مروري
تحياتي
الدكتورة ليلى- عضو منيح
- المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 04/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى