حلم الحمار فأصبح دمية للأطفال
صفحة 1 من اصل 1
حلم الحمار فأصبح دمية للأطفال
حلم الحمار فأصبح دمية للأطفال ـ قصة قصيرة
بقلم : شيركو عرفات (باران شاه)
الحيوانات كلها تحلم, ولكن لمرة واحدة فقط, وكل حيوان يرى نفسه في هذا الحلم وقد صار شيئا مهما, وعندما يستيقظ يسعى حتى يتحقق حلمه في الأخير.
الحمامة حلمت فوجدت غصنا من الزيتون في منقارها وقد صارت رمزا للسلام, ولما استيقظت سعت في تحقيق حلمها وحققته. والبلبل بعد الحلم أخذ حقه واعتلى بتغريده عرش العشاق. والفراشة حلمت فسكنت في عيون الحبيبات. والحصان انطلق زهوا في حلبات المجد. والثعلب أخذ حقه وصار رمزا للدهاء والذكاء. والأسد استيقظ ووضع التاج وصار ملكا. والديك بصياحه صار رمزا لليوم الجديد. وهكذا كل الحيوانات حلمت لمرة واحدة فحققت حلمها وعاشت بعزة وأنفة..
إلا الحمار المسكين ما يزال يتخبط في عذابه السرمدي حتى اليوم. ترى ماذا حلم الحمار؟
حلم الحمار يوما أنه أصبح دمية في يد طفل صغير, وكان ينام معه على المخدة نفسها وتحت اللحاف نفسه وكان إذا رفس يضحك الطفل كثيرا ثم يمطره بالقبلات, وكان مدللا كثيرا كثيرا.. عندما استيقظ من النوم كان فرحا لأنه أخيرا جاء الحلم وقد أعجبه كثيرا كثيرا, ثم أخذ يسعى لتحقيق حلمه.
في الطريق كان الحمار سائرا فصادفه الدب وقال له:
ـ إلى أين أنت ذاهب أيها الحمار؟
فرد عليه الحمار بفرح:
ـ أسعى في تحقيق حلمي, سأصبح دمية جميلة للأطفال. سيلعبون معي ويقبّلونني كل يوم. وأنت أيها الدب ماذا حلمت؟
الدب كان قد حلم أنه سيكون أليفا عند البشر وسيساعدهم في أعمالهم ونقل أغراضهم وسيوفرون له المأمن والملبس والمأكل. وكان هو الآخر قد سعى في تحقيق حلمه.
قبل أن يرد الدب على سؤال الحمار, أحسّ بالغيرة منه, وتمنى في قرارة نفسه لو أن حلم الحمار يصبح له, فقرر أن يفعل شيئا.. قال للحمار:
ـ آه عليك يا صديقي العزيز حتى في حلمك ستكون عرضة للسخرية. ألا يكفي أن الآخرين يسخرون من أذنيك الطويلتين ورفساتك المؤلمة. غدا تصبح دمية فيقولون"أصبح الحمار ألعوبة صغيرة بين أيدي الصغار".. وسيعيّرونك "جحّوش الصغير". أنظر -يا صديقي- إلى الحصان كم هو شامخ في حلبات المجد. انظر إلى الأسد كم هو عظيم على عرشه.... وا أسفي عليك أيها الحمار.. اذهب.. اذهب وحقق حلمك التعيس.. اذهب.
أخذ الحمار يفكر بالحصان والأسد, وقد اخضرّ وجهه واحمرّ من الغيظ. لاحظ الدب ذلك, فقال:
ـ أنا أيضا لا أحب حلمي.. صحيح أني سأعيش مع الكبار معززا مكرما, لا مع الصغار مثلك أيها المسكين, ولكن كنت آمل بحلم أفضل. إن شئت أعطيتك حلمي يا صديقي.
أخذ الحمار ينهق ويرفس من شدة فرحه عندما سمع كلام الدب, ثم قال:
ـ أنت أكرم مخلوق أيها الدب الطيب. نعم أريد حلمك..
وراح يمطره بالقبلات وكاد أن يرفسه من شدة فرحه.. وأنت هل ستبقى بلا حلم؟!
أجاب الدب وقد أينعت عيونه وتوردت خدوده:
ـ أنا لا أبالي بالأحلام, ولكن لابأس سأستأنس بحلمك. أفضل من لا شيء
ثم سعيا معا لتحقيق حلميهما.. ومن يومها صار الدب "دبدوبا" جميلا أنيقا للأطفال, وأصبح الحمار خادما ذليلا للكبار.
يقولون: إن الإنسان أيضا حيوان.. ترى هل حلم الإنسان يوما..!!
اللاذقية 10/2008
بقلم : شيركو عرفات (باران شاه)
الحيوانات كلها تحلم, ولكن لمرة واحدة فقط, وكل حيوان يرى نفسه في هذا الحلم وقد صار شيئا مهما, وعندما يستيقظ يسعى حتى يتحقق حلمه في الأخير.
الحمامة حلمت فوجدت غصنا من الزيتون في منقارها وقد صارت رمزا للسلام, ولما استيقظت سعت في تحقيق حلمها وحققته. والبلبل بعد الحلم أخذ حقه واعتلى بتغريده عرش العشاق. والفراشة حلمت فسكنت في عيون الحبيبات. والحصان انطلق زهوا في حلبات المجد. والثعلب أخذ حقه وصار رمزا للدهاء والذكاء. والأسد استيقظ ووضع التاج وصار ملكا. والديك بصياحه صار رمزا لليوم الجديد. وهكذا كل الحيوانات حلمت لمرة واحدة فحققت حلمها وعاشت بعزة وأنفة..
إلا الحمار المسكين ما يزال يتخبط في عذابه السرمدي حتى اليوم. ترى ماذا حلم الحمار؟
حلم الحمار يوما أنه أصبح دمية في يد طفل صغير, وكان ينام معه على المخدة نفسها وتحت اللحاف نفسه وكان إذا رفس يضحك الطفل كثيرا ثم يمطره بالقبلات, وكان مدللا كثيرا كثيرا.. عندما استيقظ من النوم كان فرحا لأنه أخيرا جاء الحلم وقد أعجبه كثيرا كثيرا, ثم أخذ يسعى لتحقيق حلمه.
في الطريق كان الحمار سائرا فصادفه الدب وقال له:
ـ إلى أين أنت ذاهب أيها الحمار؟
فرد عليه الحمار بفرح:
ـ أسعى في تحقيق حلمي, سأصبح دمية جميلة للأطفال. سيلعبون معي ويقبّلونني كل يوم. وأنت أيها الدب ماذا حلمت؟
الدب كان قد حلم أنه سيكون أليفا عند البشر وسيساعدهم في أعمالهم ونقل أغراضهم وسيوفرون له المأمن والملبس والمأكل. وكان هو الآخر قد سعى في تحقيق حلمه.
قبل أن يرد الدب على سؤال الحمار, أحسّ بالغيرة منه, وتمنى في قرارة نفسه لو أن حلم الحمار يصبح له, فقرر أن يفعل شيئا.. قال للحمار:
ـ آه عليك يا صديقي العزيز حتى في حلمك ستكون عرضة للسخرية. ألا يكفي أن الآخرين يسخرون من أذنيك الطويلتين ورفساتك المؤلمة. غدا تصبح دمية فيقولون"أصبح الحمار ألعوبة صغيرة بين أيدي الصغار".. وسيعيّرونك "جحّوش الصغير". أنظر -يا صديقي- إلى الحصان كم هو شامخ في حلبات المجد. انظر إلى الأسد كم هو عظيم على عرشه.... وا أسفي عليك أيها الحمار.. اذهب.. اذهب وحقق حلمك التعيس.. اذهب.
أخذ الحمار يفكر بالحصان والأسد, وقد اخضرّ وجهه واحمرّ من الغيظ. لاحظ الدب ذلك, فقال:
ـ أنا أيضا لا أحب حلمي.. صحيح أني سأعيش مع الكبار معززا مكرما, لا مع الصغار مثلك أيها المسكين, ولكن كنت آمل بحلم أفضل. إن شئت أعطيتك حلمي يا صديقي.
أخذ الحمار ينهق ويرفس من شدة فرحه عندما سمع كلام الدب, ثم قال:
ـ أنت أكرم مخلوق أيها الدب الطيب. نعم أريد حلمك..
وراح يمطره بالقبلات وكاد أن يرفسه من شدة فرحه.. وأنت هل ستبقى بلا حلم؟!
أجاب الدب وقد أينعت عيونه وتوردت خدوده:
ـ أنا لا أبالي بالأحلام, ولكن لابأس سأستأنس بحلمك. أفضل من لا شيء
ثم سعيا معا لتحقيق حلميهما.. ومن يومها صار الدب "دبدوبا" جميلا أنيقا للأطفال, وأصبح الحمار خادما ذليلا للكبار.
يقولون: إن الإنسان أيضا حيوان.. ترى هل حلم الإنسان يوما..!!
اللاذقية 10/2008
باران شاه- عضو طازة
- المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
العمر : 38
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى